سورة الصف
  إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ٦ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٧ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ
  المعاناة الشديدة في طغيان فرعون {وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} فكيف لا تحترمون الرسالة من الله {فَلَمَّا زَاغُوا} هؤلاء أصحاب موسى {أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} فاحذروا أنتم يا أصحاب محمد أن تؤذوا رسول الله ÷ فيصيبكم ما أصابهم {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} لم يعودوا يستحقون الهداية بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله.
  (٦) {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} واذكر إذ قال عيسى ابن مريم {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} هذه حجة كبرى عليهم كونه مصدقاً بالتوراة غير كافر بها، متمسكاً بها أيضاً يعني هو نفسه مصدق لما بين يديه من التوراة، وقد فصل في (سورة المائدة) زيادة على هذا {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} عيسى يبشرهم برسول يأتي من بعده وينص عليه بالاسم حتى لا يترددوا في التصديق به {فَلَمَّا جَاءَهُمْ} عيسى {بِالْبَيِّنَاتِ} العظيمة المذكورة في القرآن {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ} إضافة إلى كونه {مُبِينٌ} يعني: بيّن أنه سحر وكذبوا وتمردوا على الله، فهذا قدوة يتأسى به النبي ÷ فيما كذبه به قومه.
  (٧) {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ} افترى على الله الكذب في حال أن الرسول يدعوه إلى الإسلام فلا أظلم من هذا المفتري مثل قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ}[الحديد: ٨] فالرسول يدعوه إلى الإسلام وهو في نفس الوقت