التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الصف

صفحة 95 - الجزء 7

  بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٩ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي


  يفتري الكذب على الله مثل مسيلمة الكذاب، ومثل غيره ممن يدعي أنه يوحى إليه، كما قال الرئيس الأمريكي بوش: إنه يتلقى التوجيهات في الحرب على ما يسمى بالإرهاب من الله مباشرة {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وهذا من الظلم والله لا يهدي القوم الظالمين الذين كذبوا على الله.

  (٨) {يُرِيدُونَ} هؤلاء الذين افتروا على الله الكذب {لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} دينه الحق الذي فيه الهدى والنور {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ظهور دين الله لا يريدون أن يظهر.

  (٩) {هُوَ} الله سبحانه {الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} قد أرسله ليظهره على الدين فكيف يترك المجال للكفار ليضيعوا الإسلام {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} ولو كرهوا إظهاره، يعني أن أمر الله ووعده بإظهار دينه على الدين كله وارد لا شك فيه، وقد تقدم شيء من التوضيح حول معنى إظهاره على الدين في تفسير (سورة الفتح: آية ٢٨).

  (١٠) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} وما أعظمها من تجارة تكون نتيجتها النجاة من العذاب الأليم.

  (١١) {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} هذه الطريقة التي بها تنجون من عذاب أليم لأن الأساس هو الإيمان بالله ورسوله إذ لا قيمة لأي عمل بدون ذلك