سورة الجمعة
سورة الجمعة
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ١ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢
  (سورة الجمعة) مدنية
  وهي مما تأخر نزولها، لأن فيها رد على اليهود، وفيها صلاة الجمعة والدعوة إليها
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ} يسبح هذا يسمى فعل العادة، بمعنى أن عادة كل شيء أن يسبح لله بغض النظر عن كونه في الحال أو في المستقبل، قال الله: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ}[النور: ٤٥] ليس المقصود في الحال ولا في الاستقبال وإنما بمعنى عادته أن يمشي، هذا فعل العادة {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} والتسبيح منها على أحد أمرين: إما الدلالة من حيث أنها آية تدل على تنزيه الباري، وكأنها ناطقة به، فكأنها تسبح تنطق بالتسبيح، وإلا من حيث أنها آية إذا فكر فيها المؤمن سبح لله، فلما كانت باعثة على التسبيح كأنها سبحت هي {الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {الْمَلِكِ} الذي له الملك على كل شيء {الْقُدُّوسِ} المنزه عن كل عيب وعن كل نقص {الْعَزِيزِ} الغالب الذي لا ينال {الْحَكِيمِ} الذي أفعاله وأقواله كلها قائمة على الحكمة.
  (٢) {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ} الأميين قد يطلق هذا الاسم على من ليسوا من أهل الكتاب من الأمم الأخرى {رَسُولًا مِنْهُمْ} من الأميين {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} يقرأ عليهم آيات الله، وهذه نعمة كبيرة لهم ورحمة ودعوة إلى الجنة والنجاة من النار.