سورة الجمعة
  وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ٧ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٨ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ
  (٧) {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} لا يمكن أن يتمنوه أبداً {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} لأنهم عالمون بذنوبهم وبمعاصيهم وأن لهم جرائم تسوقهم إلى النار فهم لا يريدون الموت لكثرة ذنوبهم {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} فلم يحكم عليهم بهذا الحكم إلا لأنه عليم بباطنهم وظاهرهم.
  (٨) {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ} الفرار المحافظة على الحياة لا بد لكم منه ولو لم تتمنوه، ولو كنتم كارهين له فاستعدوا له بالتوبة والإيمان {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} الذي هو عالم بكل ما قدمتم الغائب منه والمشاهد {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} لأنه عليم به ما خفي عليه منه شيء، ولا نسي منه شيئاً {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} في الدنيا.
  (٩) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} هذا خطاب للمؤمنين أعني الذين قد أسلموا، وهم الذين يستحقون أن يخاطبوا بهذا الخطاب {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} حين يؤذن لها قبل الخطبة {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} حين تسمعون المؤذن فاسعوا إلى ذكر الله لتسمعوا ما يذكركم بالله من خلال الخطبة والصلاة، وتذكرون الله في الصلاة {وَذَرُوا الْبَيْعَ} عندما يؤذن لصلاة الجمعة حرم البيع ووجب التوجه لصلاة الجمعة {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} أن تحضروا لذكر الله وتتركوا البيع {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} تقبلون التعليم وتعملون به.