سورة التغابن
  
  {وَأَنْفِقُوا} من أموالكم في سبيل الله {خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} حينما تنفقون فالخير عائد لكم أنتم كما أن عاقبة البخل عليكم كما قال: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}[محمد: ٣٨] {وَمَنْ يُوقَ} من وقاه الله {شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الذين يفوزون في الدنيا والآخرة ويفلحون، لأنه إذا غلبه الشح وبخل فاتت عليه الجنة واستحق عذاب النار.
  (١٧) {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} وهو أن يكون الإنفاق بطيبة نفس ومن الحلال وبحيث يكون لله خالصاً، وبنية صادقة {يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} ما أقرضتم يضاعفه قال في الحديث: «.. حتى تصير اللقمة مثل جبل أحد» {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} لأن من أسباب المغفرة الإنفاق في سبيل الله وفي وجوه الإنفاق المذكورة في (سورة البقرة) وكأن الإنفاق يصلح الضمير مما يدفع الإنسان للتقرب إلى الله والاستقامة على طاعة الله {وَاللَّهُ شَكُورٌ} فما أنفقتم فسيضاعف الثواب عليه، فهو يشكر على القليل {حَلِيمٌ} لا يعجل على من عصاه بل يتأنى بعبده لعله يتوب ويرجع.
  (١٨) {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} فما عمل الإنسان فهو عالم به سبحانه كل عمله من إنفاق أو غيره فهو عالم الغيب والشهادة {الْعَزِيزُ} الغالب الذي لا ينال {الْحَكِيمُ} الذي تصرفاته وأفعاله وأحكامه كلها قائمة على الحكمة سبحانه وتعالى.