سورة التغابن
  وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٤ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ١٥ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٦ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ١٧ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١٨
  (١٤) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} وإن لم يتصور منهم العداوة، لكن في ذلك الوقت قد يؤمن الإنسان وتظل زوجته مشركة حتى لو أظهرت الإيمان، أو ابنه مشركاً ولو أظهر الإيمان، فيكون عدواً لأبيه وهو لا يدري بعداوته له فينبههم الله ليحذروا، وكذلك في أي وقت وزمان خصوصاً مع اختلاف المعتقدات والأفكار فالحذر واجب {وَإِنْ تَعْفُوا} عما يصدر منهم من أذى أو تقصير في حقوقكم {وَتَصْفَحُوا} تعرضوا عما وقع منهم {وَتَغْفِرُوا} والمغفرة كأنها متقاربة في المعنى هي والعفو {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ترغيب في العفو حتى لا نشدد على الأولاد، وعلى الأزواج.
  (١٥) {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} فلا تفتتنوا ولا تحملكم الرغبة فيهم والإشفاق والحب لهم على التقصير في طاعة الله والجهاد في سبيل الله، أو على البخل بالإنفاق في سبيل الله لأنه قد يبخل الإنسان بالإنفاق لأجل الولد أو تشبثاً بالمال وحباً له فهذه هي الفتنة {وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} إذا آمنتم به، وأطعتموه، وأنفقتم في سبيله.
  (١٦) {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} لتنالوا هذا الأجر العظيم ولأن العذاب شديد فينبغي الحذر بقدر الجهد {وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} لله ولرسوله