التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الطلاق

صفحة 126 - الجزء 7

  فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ


  {وَلَا يَخْرُجْنَ} نهاها عن الخروج من البيت {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} فيخرجها من بيته {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} فيما يتعلق بالطلاق والعدة وبقائها في البيت {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} معصية لله يستحق عليها العقاب {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} هذا كأنه توضيح لبيان الحكمة من تشريعه لهذه الأحكام من عدم الإخراج والخروج فإذا امتثل الزوجان لأمر الله، وقعدت في البيت فلعل النفوس تطيب ويصلح الله الشأن ويراجعها الزوج لأن معظم حالات الطلاق تأتي نتيجة لانفعال آني، أو لتوهم خاطئ أو نحو ذلك.

  (٢) {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} آخر العدة قبل الاغتسال من الحيض {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} لا يكن إمساكه لها من منطلق الضرار بها {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} لا بإزعاج، وجرح مشاعر وسوء أدب {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} يظهر أنه عائد إلى الكل، الطلاق والرجعة، وهذا الإشهاد لابد منه تفادياً للمشاكل التي قد تحدث ولو بعد حين، فقد ينكر البعض الطلاق أو الرجعة ليثبت الميراث أو ينفيه عن الآخر كما أن لذلك علاقة بالنفقة وغيرها {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} هذا خطاب للشهود ليشهدوا شهادة قيمة لا عوج فيها ولا تلاعب {ذَلِكُمْ} التوجيه والإرشاد من أول السورة {يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} لأن الإيمان بالله واليوم الآخر يبعث على الطاعة، لمكانة الإيمان بالجزاء وبأن الباري رقيب على العباد وسوف يحاسبهم ويجازيهم.