التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الطلاق

صفحة 127 - الجزء 7

  وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ٣ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ


  {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} مهما عظمت المصائب وكثرت المشاكل وتعقدت الأمور فإنه إذا اتقى الله وامتثل أمره يخلصه منها ويعينه ويوفقه.

  (٣) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} من حيث لا يتوقع ولا ينافي ذلك الرزق من حيث يتوقع مع ذلك {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} يكل أموره إليه {فَهُوَ حَسْبُهُ} كافيه وهو نعم الوكيل {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} لأنه على كل شيء قدير، وعالم بكل شيء، وعالم بحالة المتوكل عليه، فهو بالغ أمره ما قدّره للعبد فهو منفذ ما قضاه {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} قدَّر الأرزاق والآجال وما يتعلق بحياة الإنسان في هذه الدنيا فهي كلها بمقادير.

  (٤) {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} أيها الحكام في احتمال الحمل حين طلقها {فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ} اليأس إما لبلوغ السن الميئوس من الحيض عنده، أو عرض لها مرض فانقطع الحيض حتى يئست، وتلاحظ هنا أنه علق الحكم على يأسها هي، وليس على يأس العالم أو الحاكم الشرعي بل على يأسها هي.

  نعم ... فمتى يئست فعدتها ثلاثة أشهر، ولا ينبغي اليأس إلا بعد أن تستعمل الأدوية التي يرشد الطبيب إليها في مثل هذه الحالة، فإذا استعملتها وحسب الوصفة الطبية ولم تر منها فائدة حتى أيست من الحيض فلتعتد بالأشهر ثلاثة أشهر وإذا انكشف خطؤها بأن عاد إليها الحيض بعد ذلك