التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القلم

صفحة 172 - الجزء 7

  


  (٣) {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ} {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا} ثواباً عند اللّه يعطيك في الآخرة جزاء على طاعتك له وصبرك على تحمل أعباء الرسالة، {غَيْرَ مَمْنُونٍ} لا يمن عليك يوم القيامة ولا يستكثر في جنب صبرك وعبادتك وإن كان كثيراً عظيماً.

  (٤) {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} قال الإمام الهادي #: «تفسيره: فهو ما جعله اللّه عليه من الطبع الكريم والقلب البر الرحيم، والأخلاق الحسنة والطبائع الكريمة من الصبر والتجمل والعفو والتحمل وغير ذلك» إلى قوله: «والخلق: فهو ما يتخلق به العباد بينهم وتخلقهم فهو فعلهم» انتهى.

  يريد #: أن حسن الخلق حسن المعاملة للناس مثل ما ذكره، ومثل: الرفق واللين، وطلاقة الوجه، والكلام الطيب، وإكرام الضيف والتفريج عن المكروب، وإطعام الجائع، ومواساة المحتاج ... إلى غير ذلك من محاسن العادات.

  وفي الحديث الذي رواه الإمام الهادي # في (الأحكام): «إن الرجل لينال بحسن خلقه درجة الصائم نهاره، القائم ليله، المجاهد في سبيل اللّه، وإن سيء الخلق ليكتب جباراً وإن لم يملك إلا أهله» انتهى.

  وحسن الخلق من حيث هداية اللّه وتحبيبه إلى صاحبه يعتبر نعمة من اللّه وإن كان فعل العبد، كما قال الإمام الهادي #، وقد قال # في (الأحكام) في أواخرها: «الحسن الخلق قريب من اللّه قريب من الناس، والحسن الخلق يدرك بحسن خلقه ولين جانبه من مودة الناس ما لا يدركه المعطي للمال الذي لا خلق له من الرجال، فمن حسن خلقه فليشكر اللّه فإنها أعظم نعم اللّه عليه» انتهى، ثم ذكر الحديث السابق.