التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المعارج

صفحة 231 - الجزء 7

  


  مستسلمين أذلاء صاغرين، فهم مسرعون لا يتثاقلون مع أنهم دعو لفصل القضاء وعدل الجزاء {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} {يُوفِضُونَ} يسرعون، أي كأنهم في إسراع الرهبة مسرعين إسراع رغبتهم.

  وقراءة نافع: {نَصْبٍ} بفتح النون وسكون الصاد، وفسره الإمام الهادي # ولفظه: «والنصب: فهو شيء من الشعر تقوله العرب تطرب فيه أصواتها، وترفع به كلامها، وتمد حروفه وتطرب، قوله ..» إلخ.

  وفي (الصحاح): «وغناء النصب ضرب من الألحان ..» إلخ، ومثله في (لسان العرب) وفيه بسط في تفسير (النصب) بهذا وما يوافقه أو يقاربه، وعلى قراءة {نُصُبٍ} بضمتين يكون معناه: ما كان المشركون ينصبونه من الحجارة ليعبدوه.

  (٤٤) {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} أي {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ} قال الإمام الهادي #: «معنى {خَاشِعَةً} أي منكسرة غير مسرورة ولا منفتحة، قد خشعت أبصارهم لهول ما رأت عيونهم، وخشوع البصر: فهو شيء ينزل بالبصر عند انحلال القوى وضعف النفس وذهاب القوة والإيقان بالبلية» انتهى المراد.

  {ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} يتبين فيه لهم صدق الوعد وخسارتهم بكفرهم به في الدنيا واستعجالهم به فيندمون حين لا ينفع الندم، كما مر في أول السورة.