سورة المعارج
  عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٤١ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ٤٢ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ٤٣ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ٤٤
  و (رب المشارق): رب مشارق الشمس الذي سخر الشمس لتطلع منها في الشتاء والصيف في أوقات محدودة على نظام محكم لا يتغير، فهي من أوضح الدلائل على قدرته تعالى وعلمه، وكذلك المغارب التي تغيب الشمس منها، فأقسم ﷻ بنفسه قسماً صادقاً مقروناً بالحجة الواضحة إنه لقادر.
  (٤١) {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ} أي على أن نهلكهم ونبدل {خَيْرًا مِنْهُمْ} قوماً يقبلون الحق ويؤمنون {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} لا يفوتنا أحد من هؤلاء الكافرين الحاضرين حول الرسول وهم مصرون على كفرهم.
  (٤٢) {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} اترك هؤلاء الذين كفروا وشأنهم الذي هم فيه {يَخُوضُوا} في الكلام الباطل {وَيَلْعَبُوا} باتباع أهوائهم في غير طائل، فهو أشبه باللعب أو يلعبوا حقيقة فذرهم {حَتَّى يُلَاقُوا} يوم جزائهم، فالترك هذا ليس إهمالاً لهم وإنما هو إمهال حتى يلاقوا {يَوْمَهُمُ} وأضيف إليهم لما يلقون فيه من العذاب، وبينه بقوله: {الَّذِي يُوعَدُونَ} لأنه اليوم الذي يوعدونه على لسان الرسول فيكذبون به ويستعجلون به فيقولون: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[يونس: ٤٨].
  (٤٣) {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ} من القبور {سِرَاعًا} إلى الداعي منقادين