التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الجن

صفحة 247 - الجزء 7

سورة الجن

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ٢ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ٣ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} {قُلْ} يا محمد {أُوحِيَ إِلَيَّ} أي أوحى اللّه إلي {أَنَّهُ اسْتَمَعَ} القراءة {نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} جماعة من الجن، قال في (الكشاف): «ما بين الثلاثة إلى العشرة» {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} خارقاً في حسن نظمه وإحكامه، مخالفاً في ذلك للمعهود المألوف من الكلام، فلذلك كان عجيباً بليغاً في ذلك، وهو (القرآن الكريم).

  (٢) {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} يدل على الرشد، أي على الصواب والخير {فَآمَنَّا بِهِ} صدقنا بأنه كلام اللّه وأنه الحق وأذعنا له وقبلناه {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} لأن ذلك مقتضى الإيمان به؛ لأنه ينهى عن الشرك ويتوعد عليه، فلن نجعل لربنا شريكاً في الملك أو في الربوبية أو في استحقاق العبادة، ولذلك فلن نجعل له صاحبة ولا ولداً، ولا شركاء يشفعون لمعنى أنهم شركاء في الملك.

  (٣) {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} {تَعَالَى} علا شأنه وعظم وجل، قال الإمام الهادي: «ومعنى {جَدُّ رَبِّنَا} أي أمر ربنا وفعله، يقول: تعالى أمره وعظم شأنه» انتهى، وفي (الكشاف): «{جَدُّ رَبِّنَا} عظمته، من قولك: جد فلان في عيني» انتهى، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي #): «معناه: علا ملك ربنا وسلطانه، ويقال: جلال ربنا، ويقال: غنى ربنا، ويقال: عظمة ربنا، ويقال: أمر ربنا، ويقال: ذكر ربنا» انتهى.