التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المزمل

صفحة 263 - الجزء 7

سورة المزمل

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ١ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ٥ إِنَّ


  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} هذا نداء من اللّه لنبيه محمد ÷، ومعنى {الْمُزَّمِّلُ} الملتحف بلحافه المتدثر في مضجعه، و {الْمُزَّمِّلُ} و {الْمُدَّثِّرُ} معناهما سواء، كذا قال الإمام الهادي #.

  قلت: وهو من التطبيق على الواقع؛ لأن {الْمُزَّمِّلُ} الملتحف بلحافه ولو لم يكن مضطجعاً، كما في قول امرئ القيس:

  كأن أبانا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمّل

  {قُمِ اللَّيْلَ} قم مصلياً الليل، أي الليل كله {إِلَّا قَلِيلًا} فأمر أن يستوعب بقيامه الليل إلا قليلاً؛ ليقرأ القرآن في صلاته كله، وكان قليلاً يمكن أن يقرأه كله في صلاته لأن بقيته لما ينزل في ذلك الوقت، أي في أول النبوة.

  (٣ - ٤) {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ۝ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} {نِصْفَهُ} بيان لقوله: {اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} لأن القليل غير محدود، فحدد تعالى وقت القيام بأنه نصف الليل أو أقل منه قليلاً أو أكثر منه، فالرسول ÷ مخير بين الثلاثة الأوقات، أو هو على حسب حاله في إتمام القرآن إن أتمه في النصف أو قبله بقليل أو بعده بقليل فقد امتثل، و (الترتيل) التفصيل والتأني بالتلاوة، وفي الحديث: «يرتل الأذان، ويحدر الإقامة» وقال الإمام الهادي # في تفسيره: «أي بيّنه تبييناً» انتهى.