سورة المزمل
  نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ٦ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ٧ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ٨ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ
  وفي (الصحاح): «الترتيل في القراءة الترسل فيها والتبيين بغير بغي - ثم قال -: ورجل رتل مثال تعِب بيّن الرَّتَل أي مفلج الأسنان» انتهى.
  وفي (الكشاف): «ترتيل القرآن: قراءته على ترسّل وتؤده بتبيين الحروف وإشباع الحركات، حتى يجيء المتلوّ منه شبيهاً بالثغر المرتل وهو المفلج المشبّه بنور الأقحوان، وأن لا يهذّه هذاً ولا يسرده سرداً» انتهى، قال في (الصحاح): «ورجل مفلج الثنايا أي منفرجها، وهو خلاف المتراص الأسنان» انتهى.
  (٥) {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} فأمر بالقيام استعداداً لما سيلقى عليه من القرآن لثقله بما فيه من التكاليف الشاقة، كالجهاد، ومفارقة القرابة الكفار، والهجرة من الوطن والحج ... وغير ذلك كترك الخمر على الذين كانوا تعودوه، والاستعداد بالقيام إما بأنه سبب للبركة وزيادة نور القلب وصلاح النفس حتى تهون عليها الصعاب، وإما بتمرين النفس على تحمل المشاق في طاعة اللّه، وإما لذلك كله ولغيره من فوائد القيام.
  (٦) {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} قال في (الصحاح): «والناشيء: الحدث الذي قد جاوز حد الصغر والجارية ناشئة أيضاً». انتهى، وفي (مفردات الراغب): «الناشيء: الشاب» انتهى.
  وفي (نهاية ابن الأثير): ومنه نشأ الصبي ينشا نشأً فهو ناشيء إذا كبر وشبّ ولم يتكامل، ومنه الحديث: «نَشَأ يتخذون القرآن مزامير» يروى بفتح الشين جمع (ناشيء) كخادم وخدم، يريد جماعة أحداثاً» انتهى.