التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النبأ

صفحة 352 - الجزء 7

  أَوْتَادًا ٧ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ٨ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ٩ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ١٠ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ١١ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ١٢ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ١٣ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ١٤ لِنُخْرِجَ


  (٧) {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} فأنتم تعلمون هذا، وترونها راسخة في الأرض غائصة في بطنها، فالأرض بها ثابتة لا تميد، وإن خلق الجبال على كثرتها وطولها وضخامتها لدليل على قدرة الله.

  (٨) {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} يقول اللّه تعالى: وخلقناكم أصنافاً ذكوراً وإناثاً.

  (٩) {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} قطعاً للأعمال، فهو راحة للبدن والفكر، قال الإمام الهادي #: «السبات: فهو الإطراق والخفات والهدوء والسكون في الحالات» انتهى.

  (١٠) {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} ساتراً بظلامه، ولعل من هذا الستر أنه يدعوهم إلى دخول مساكنهم للنوم فيسترهم بذلك، بعد ما كانوا ظاهرين في النهار، وهذا يناسب عطف هذه الآية على التي في النوم.

  (١١) {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} يطلب الناس فيه من الرزق ما يعيشون به.

  (١٢) {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} قال الإمام الهادي #: «يعني بالسبع الشداد: السماوات المبنيات» انتهى المراد، وتكرر في القرآن الكريم ذكر بناء السماء، والبناء: تأليف أجزاء المبني بحيث يتماسك ويصلح لما يبنى له، فكل سماء من السبع مبنية أو جملة السبع.

  (١٣) {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} وهو الشمس جعلها تعالى سراجاً تضيء بحيث يذهب الليل بظهورها، قال الإمام الهادي #: «والوهّاج: فهو المتوقد الملتهب» انتهى. قلت: يعني # الذي يزداد ضوءه لذلك.