سورة النازعات
سورة النازعات
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ١ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ٢ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ٣ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ٤ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ٦ تَتْبَعُهَا
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} تكرر في القرآن الحكيم القسم بآيات اللّه ونعمه، وهذا وصف لمحذوف موصوف بقوله: {وَالنَّازِعَاتِ} وليس يمكن القطع بتعيينه، ولكن الراجح عندي: أنها الإبل والبقر التي تنزع الماء بكثرة وتطلعه من الآبار فتغرق ما تصب إليه وما يسقى به من أماكن النخيل والعنب والزرع وغيرها، ففيها آية من حيث إعداد خلقها لذلك وتقويتها وتسخيرها وتذليلها للإنسان يسني عليها أكثر يومه فلا تمتنع منه.
  ونظير هذا القسم بـ (العاديات) إما الخيل وحدها، وإما الخيل والإبل، وتفسير {وَالنَّازِعَاتِ} بالمعهودة عند السامعين أظهر من تفسيرها بالسحاب النازعات لمائها من البحر؛ لأن هذا غير معهود إلا عند قليل من الناس، والآية الظاهرة في السحاب ما ذكره اللّه في مواضع من القرآن غير النزع - والله أعلم.
  (٢) {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} الأقرب: أنها الإبل التي يسافر عليها من بلد إلى بلد. قال في (لسان العرب): «ونشط من المكان ينشط: خرج، وكذلك إذا قطع من بلد إلى بلد، والناشط: الثور الوحشي الذي يخرج من بلد إلى بلد، أو من أرض إلى أرض ..» إلى قوله: «ونشطت الإبل تنشط نشطاً: مضت على هدى أو غير هدى، ويقال للناقة: حسن ما نشطت السير، يعني سدو يديها في سيرها» انتهى، وقال في تفسير (السدو): «السدْ ومَدّ اليد نحو الشيء كما تسدو الإبل في سيرها بأيديها ..» إلخ.