سورة التكوير
  ٦ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ٧ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ٩ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ١٠ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ١١ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
  ومعنى {عُطِّلَتْ} تركت وأهملت عن الرعاية، وتخلى عنها أهلها، وفي شعر الإمام الهادي # يتشكى من إهمال الحق وتضييعه:
  وعطَّله أنصاره وحماته ... فقد درست أعلامه والشرائع
  (٥) {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} لفزعها من الزلزلة تخرج من بيوتها وتسير في الأرض وتجتمع، ولعل هذا في أول الصيحة الأولى قبل أن تموت، أو حشرت مع حشر الناس وإخراجهم من قبورهم، كقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ..} إلى قوله تعالى: {.. ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}[الأنعام: ٣٨] وهذا أقرب.
  (٦) {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أشعلت ناراً، ولعل هذا باختلاطها بالبترول عند ارتجاف الأرض ونسف الجبال وتفجّر البراكين - والله أعلم - قال تعالى: {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}[غافر: ٧٢] وفي (مفردات الراغب): «السجر: تهييج النار، يقال: سجرت التنور، ومنه: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}[الطور: ٦] ... إلى قوله: وقوله: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أضرمت ناراً عن الحسن» انتهى.
  وفي (تفسير الشرفي): «عن محمد بن القاسم بن إبراهيم $: ويومئذ تسجر البحار، وتسجيرها: تحريكها بالاستعار كما يضطرم بالسجر والتحريك مضطرم النار» انتهى.
  (٧) {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} في (تفسير الشرفي) عن محمد بن القاسم #: «تزويج النفوس - والله أعلم - ضمها إلى الأبدان إذا نشرت» انتهى، ويحتمل: جعلت أزواجاً، كقوله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً}[الواقعة: ٧] والله أعلم.