التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المطففين

صفحة 430 - الجزء 7

  وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ٢٧ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ٢٨ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ٣٠


  (٢٦) {خِتَامُهُ مِسْكٌ} لتطيب به رائحته، ويدل ذلك على كرامتهم عند اللّه، ولعل ذلك سبب اعتراض قوله: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} والتنافس: التسابق إلى الشيء النفيس لسبقه مع الغيرة من سبق الآخرين له.

  وفي (تفسير محمد بن القاسم #): «التنافس: التحاسد، ولم يحسّن اللّه في شيء من أمور الدنيا كلها التحاسد، وإنما حسّن سبحانه التحاسد الذي هو التنافس في نعيم الجنة؛ لعظم قدرها وجلالة فضلها، فهنالك ما يحسن التحاسد لا في هذه الدنيا الفانية» انتهى المراد.

  قلت: المراد بالحسد هنا: الغيرة كما في الحديث: «لا حسد إلا في اثنتين ..» والحديث موافق للآية.

  (٢٧ - ٢٨) {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ۝ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} أي مزاج الرحيق المذكور، و {تَسْنِيمٍ} اسم عين في الجنة كما دل عليه قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} وتخصيصها للمقربين دليل على فضلها وزيادة حسنها، بحيث أنه يحسن الشراب بمزجه منها، فكيف إذا كان الشراب كله منها.

  ولعل هذه قرينة أنهم ما زالوا في موقف الحساب؛ لأن (الأبرار) يعم السابقين وأصحاب اليمين، فهم كلهم يسقون من رحيق له الصفات الثلاث.