التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المطففين

صفحة 433 - الجزء 7

  


  فالحاصل: أن الذين آمنوا ينظرون إلى الكفار هل ثوبوا ما كانوا يفعلون، أي ليشاهدوا جزاءهم وتقر به أعينهم، وفي (تفسير محمد بن القاسم #): «أي قد ثوب الكفار إذ عذبوا ثواب نقمة فيما كانوا يلقّون الأبرار» انتهى.

  وفي (الصحاح): «وقوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} أي هل جوزوا» انتهى، قال في (مفردات الراغب): «والثواب يقال في الخير والشر، لكن الأكثر المتعارف في الخير»؟

  وقال في أول البحث: «أصل الثوب رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها - ثم قال -: والثواب: ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله فيسمى الجزاء ثواباً تصوُّراً أنه هو، ألا ترى كيف جعل اللّه الجزاء نفس الفعل في قوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه}⁣[الزلزلة: ٧] قال: والتثويب في القرآن لم يجيء إلا في المكروه نحو {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}» انتهى، يعني: وهو من الثواب بمعنى الجزاء المكروه.