سورة الطارق
سورة الطارق
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ٢ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ٣ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ٤ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ٥ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} هذا قسم بـ (السماء) لما فيها من الآيات وبـ (الطارق) لأنه آية، وأصل الطارق الذي يأتي في الليل، قال في الصحاح: «وأتانا فلان طُرُوقاً، إذا جاء بليل وقد طرق يطرق طروقاً فهو طارق».
  (٢ - ٣) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} في (تفسير محمد بن القاسم @): «و {الطَّارِقُ} فهو النجم ذو الذَّنب الذي يرى ليلاً، ويطرق في الحين الطويل، فقد رأيتموه ورأيناه مرة بعد مرة، وإنما قيل له: الطارق - والله أعلم - لأنه لا يرى إلا بالليل، والعرب تسمي ما جاء من الأشياء ورأي ليلاً أتِيّاً وطارقاً، وهذا النجم يرى في الزمان بعد الزمان ليلاً غربياً ومشرِّقاً، وإنما جعله اللّه قسماً لعلمه بما فيه من أسرار الآيات، ثم قال: و {الثَّاقِبُ} فهو الذي يبين نوره ويثقب، وفي مثل هذا من أمر النجم العجب العجيب» انتهى المراد.
  وقد ظهر أن الطارق يعتبر فيه أن يأتي ليلاً بعد غياب، كالمسافر يطرق أهله إذا أتاهم من سفره في الليل، فهذا النجم فيه هذه الصفة ظاهرة؛ لأنه يغيب زماناً ثم يظهر ليلاً، وثقوبه للظلام واضح لزيادة نوره، فهو آية عظيمة لمخالفته المعهود من النجوم بالغياب ثم الطروق، وبشكله حيث جعل اللّه شكله خلاف شكل النجوم فيما يرى، فهو حقيق بتعظيمه بقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ}.