سورة الطارق
  دَافِقٍ ٦ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ٧ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ٨ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ٩ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ١٠ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ
  (٤) {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} جواب القسم في (تفسير محمد بن القاسم #): «أن الحافظ يحفظ أعمالها، ويحصي عليها ألفاظها وأقوالها» انتهى، وهو اللّه الرقيب عليها، الشهيد على كل شيء، والحفظ للأعمال دليل على الحساب يوم القيامة، فجواب القسم يشير إلى أنه لابد من الحساب والجزاء.
  (٥) {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} ليعرف قدرة اللّه وعلمه، وأنه لا يعسر عليه أن ينشئه النشأة الأخرى.
  (٦ - ٧) {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} هذا الماء الدافق الذي يسيل من المجاري الضيقة حتى يصير في الرحم، ثم يخلق مصوراً بأعضائه ومفاصله وعروقه وعصبه ودماغه وقلبه وكبده ورئتيه وغير ذلك، إن الذي خلقه أول مرة قادر على أن يعيده {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[فصلت: ٣٩] وهذا الماء دافق يتدفق مع خروجه دفقات، و {الصُّلْبِ} صلب الظهر، قال في (الصحاح): «وكل شيء من الظهر فيه فقار فذلك الصلب» انتهى، وفي (مفردات الراغب): «{الصُّلْبِ} الظهر» وفي (لسان العرب): «الصُّلْبُ والصُّلَّبُ عَظْمٌ مِن لَدُنِ الكاهِل إلى العَجْب» انتهى، {وَالتَّرَائِبِ} قال في (لسان العرب): «وقال أهل اللغة أجمعون الترائب: موضع القلادة من الصدر، وأنشدوا:
  مهفهفة بيضاء غير مفاضة ... ترائبها مصقولة كالسجنجل»
  انتهى، وعبارة (صاحب اللسان) أحسن من عبارة (الكشاف) حيث قال: «وهي عظام الصدر حيث تكون القلادة» انتهى، والدليل البيت المذكور لأنه أراد أن صدرها مصقول لا عظام الصدر.