التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأعلى

صفحة 465 - الجزء 7

  الدُّنْيَا ١٦ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٧ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ١٨ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ١٩


  (١٤) {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} فاز وظفر من صلح بتقوى اللّه والإيمان والعمل الصالح.

  (١٥) {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} لا يبعد أن المراد بهذا الذكر: تكبيرة الإحرام؛ لأنه رتب عليه الصلاة، وهي مترتبة على تكبيرة الإحرام، أو قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ..} إلى قوله: {.. مِنَ الذُّلِّ}⁣[الإسراء: ١١١] والله أعلم.

  (١٦ - ١٧) {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۝ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} إيثار الدنيا جعل السعي لها دون الآخرة، أو تفضيل الحياة الدنيا في السعي بحيث تكون أرجح، فيكون العبد قد آثرها وخصها بالزيادة، وهذا خطأ من العبد على نفسه؛ لأن الآخرة خير من الحياة الدنيا وأبقى، فهي أحق بالإيثار مع ما في إيثارها من الفلاح بالزحزحة من النار، وذلك الفوز العظيم.

  (١٨ - ١٩) {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ۝ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} {إِنَّ هَذَا} الوعد والوعيد المذكور {لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ۝ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} قد تضمنته الصحف المذكورة أي معناه {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِيرٌ}⁣[فاطر: ٢٤] وقال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}⁣[النساء: ١٦٥] و {الصُّحُفِ} جمع (الصحيفة).