سورة الأعلى
  الْأَشْقَى ١١ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ١٢ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ١٣ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ١٤ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ١٥ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ
  (٩) {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} {فَذَكِّرْ} بالقرآن والمواعظ والتنبيه للغافلين {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي حاول النفع بها، و {الذِّكْرَى} ما يذكرهم به من القرآن قال تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ ..} إلى قوله تعالى: {.. وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[الأعراف: ٢] أو من القرآن وغيره، ثم بين له أن الذكرى تنفع؛ ليزيده رغبة في التذكير، فقال تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}
  (١٠) {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} وهو من استعمل عقله فخاف الوعيد فانتبه من غفلته وصحح النظر.
  (١١) {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} يتجنب اليسرى التي تذكِّر لها وتدعو إليها وتيسَّر أنت لها، ولتشبيهها بالطريقة كانت أولى بعود ضمير التجنب إليها، أما الذكرى فهي تصدر عن الرسول ÷، وليس المقصود نهيه عن تجنبها.
  فإن قيل: المراد: يتجنب سماعها أو قبولها أو اتباعها؟
  قلنا: ذلك زيادة مضاف مقدر بلا دليل، و {الْأَشْقَى} الأشدّ شقاوة بسوء عاقبته، والشقاوة: ضد السعادة.
  (١٢ - ١٣) {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} يحتمل: أن جهنم متفاوتة في شدتها، فتكون {النَّارَ الْكُبْرَى} أشدها، ويحتمل: أن النار الكبرى: نار جهنم فضلت على نار الدنيا، وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} كقوله تعالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}[إبراهيم: ١٧] فهو يعالج شدة الموت ولا يموت، نعوذ بالله من عذاب الله.