سورة الغاشية
  كَيْفَ سُطِحَتْ ٢٠ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ٢١ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ٢٢ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ٢٣ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ٢٤ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ٢٦
  (١٩) {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} نصباً، وكان يمكن أن توجد غير منصوبة، فلا بد لها من ناصب قدير، له قدرة خلاف قدرة المخلوقين المعهودة.
  (٢٠) {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} مهيأة لساكنها، يتهيأ لهم فيها السير والحرث والبناء وغير ذلك.
  (٢١ - ٢٢) {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} {فَذَكِّرْ} يا محمد {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} ذكر: نبه الغافلين بما تبين لهم الحق، وتثير دفين العقول، وتنذر وتبشر {لَسْتَ عَلَيْهِمْ} أي على من أرسلت إليهم {بِمُصَيْطِرٍ} قاهر غالب تجبرهم على الإسلام.
  (٢٣ - ٢٤) {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} لكن من {تَوَلَّى} عن الحق {وَكَفَرَ} بالآيات أو بها وبما دلت عليه من صدق الرسول والقرآن واليوم الآخر، أو كفر بنعمة اللّه {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ} فليس مهملاً، وإن ترك وشأنه في هذه الحياة ولم يكن على الرسول إلا إبلاغهم و {الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} نار جهنم وما فيها.
  (٢٥) {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} يقول اللّه ذو العظمة إن رجوعهم في الآخرة {إِلَيْنَا} أي إليه ﷻ وحده لا يرجعون معه إلى شفيع أو ناصر.
  (٢٦) {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} حين يرجعون إلينا نحاسبهم، لنجزيهم بقدر ما عملوا، فهو واجب علينا أي واجب في الحكمة، قال في (الكشاف): «ومعنى الوجوب: الوجوب في الحكمة» قلت: قد دل على أن الحكمة تقتضيه قوله تعالى: {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}[النساء: ٥٦].