سورة البلد
  الْعَقَبَةُ ١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ١٦ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
  وتفسير الأبيات في (شرح المعلقات السبع) وهو مطبوع منشور، فقد ظهر أن أهل الجاهلية كانوا يفتخرون بإتلاف المال في الخمر، واللذات، وأسباب الفخر.
  (٨ - ١٠) {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ففي هذه من الصنع المتقن ما يقصر عنه الوصف، فكيف لا يقدر عليه أحد ليعيده بعد الموت، وفيها من النعم ما يعظم لأجله قبح الكفر بآيات اللّه، فالعينين يرى بهما ولا يعدل نفعهما ملك الأرض، واللسان ينطق به وفيه العجب العجاب لتعدد مخارج الحروف واختلاف أصواتها، وهداية الإنسان للنطق بها مرتبة على ترتيبها في وضع الكلمة بسرعة، وفي اللسان منفعة للأكل والشرب، والشفتين غطاء للفم لا يدخله ما يكره دخوله من غبار وشعر وذباب وغير ذلك، ويستعملان في النطق والأكل والشرب، وهداية الإنسان لمصالحه الدينية والدنيوية، فضل فيها على الأنعام والسباع والكل من هذه النعم حجة عليه من حيث هي نعمة لم يشكرها، ومن حيث هي آية لم يهتد بها.
  وفي (تفسير محمد بن القاسم @): «فالنجد الظاهر العالي الذي لا يخفى، ولذلك ما قيل لما برز من الأرض نجد من الأنجاد دلالة على أنها ظاهرة بارزة من البلاد، وما ذكر اللّه سبحانه من هدايته للنجدين فهما - والله أعلم - الطريقان في مصالح الدنيا والدين» انتهى المراد باختصار.
  (١١ - ١٥) {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} في (مفردات الراغب): «والعقبة: طريق وعر في الجبل» انتهى.