سورة البلد
  
  وأحسن منه قول اللّه تعالى: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا}[الجاثية: ٨] هذا ولا يبعد عندي أنه أتى بـ {ثُمَّ} لأن الإنفاق الذي افتخروا به كان في الجاهلية، وأن المعنى: أفلا اقتحم العقبة مكان ذلك الذي افتخر به، وبدلاً منه كما مر في بيت عقر النيب، وهي من الإبل والكمي البطل، فصح الإتيان بـ (ثم) على معنى: ثم لما جاء الإسلام كان من الذين آمنوا فهو متأخر وقوعاً، وهم الجماعة الخيرة رسول الله ÷ والذين معه، الذين وصفهم اللّه في آخر (سورة الفتح) {آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} على البر والتقوى والصبر في البأساء والضراء وحين البأس وغير ذلك {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فيما بينهم ورحمة اليتيم والضعيف.
  (١٨) {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} في (تفسير محمد بن القاسم @): «والميمنة: فهي اليُمْن والبركة» انتهى.
  (١٩) {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} في (تفسير محمد بن القاسم @): «والمشأمة الشؤْم الذي صاروا به إلى الهلكة» انتهى المراد.
  (٢٠) {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} أي توصد عليهم، أي تغلق عليهم؛ لأنها محيطة بهم و {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ}[الحجر: ٤٤] و (تفسير محمد بن القاسم @) يفيد: أن إيصادها إغلاقها وشدها أو شد أبوابها، ولعله يعني: شدها بالعمد الممددة أي شد أبوابها.