سورة الليل
  
  ولكن لعل السبب: أن هذه السورة نزلت والخصومة في الدين بين المكذبين والرسول ÷، أو بينهم وبين الرسول ÷ والسابقين الأولين؛ لعدم غيرهم عند نزولها في أول البعثة - والله أعلم.
  {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ} ينفقه في وجوه الخير {يَتَزَكَّى} يزكي نفسه بالإنفاق يجعلها زاكية صالحة، وفيه دلالة على أن الإنفاق من أسباب صلاح المنفق، وهو قريب من قول اللّه تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ..}[البقرة: ٢٦٥].
  (١٩) {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} لم ينعم عليه أحد ممن يعطيهم فيعطيهم مكافأة.
  (٢٠) {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} لكن يؤتي ماله طلب وجه ربه، أي رضوانه ونظره إليه، فالوجه كناية عن النظر، والنظر كناية عن الرضوان؛ لأن الراضي عنك ينظر إليك، كما أن الساخط عليك يعرض عنك ولا ينظر إليك، وقد فسره الإمام القاسم #: بالرضوان.
  (٢١) {وَلَسَوْفَ يَرْضَى} بما يعطيه اللّه في الآخرة، كقوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}[الضحى: ٥].