التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القدر

صفحة 536 - الجزء 7

  


  {مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} في القدر والكبر، وما يضاعف فيها لعامله من الأجر والبر» انتهى، فأثبت تعظيمها، وزاد جعل الإخبار بها من دلائل النبوة.

  (٣) {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} في (تفسير الإمام القاسم #): «فهي ليلة خير من ألف شهر جعلت لبركتها ويمنها في التضعيف لها وبالأضعاف، كعشرة آلاف ليلة وعشرة آلاف ليلة وعشرة آلاف ليلة، فذلك ثلاثون ألف ليلة ونحوها تامة جعلت مقداراً مضاعفاً لليلة القدر، تشريفاً لها وكرامة، وهي ليلة مقدسة يضاعف فيها كل بر وعمل صالح لمن عمل به فيها من أهلها، فيزاد على تضعيفه من قبل ثلاثين ألف ضعف لقدرها وفضلها، ونحمد اللّه في ذلك وغيره رب العالمين على ما أنعم به من ذلك خير المنعمين» انتهى.

  قال في (الكشاف): «ومعنى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ} ليلة تقدير الأمور وقضائها» انتهى، وهذا مناسب لقول اللّه تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}⁣[الدخان: ٤] قال في تفسير (الغريب) للإمام زيد بن علي #: «معناه: يقضى ويدبر في الليلة المباركة، وهي ليلة القدر يقضى فيها أمر السنة من الأرزاق وغير ذلك إلى مثلها» انتهى.

  (٤) {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} تتنزل في ليلة القدر الملائكة وجبريل وهو من الملائكة $، وذلك لبركة ليلة القدر وما ينزلون به بإذن ربهم، أي يتنزلون بإذن ربهم ينزلون إلى الأرض من كل أمر، هنا قال تعالى: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} وفي (سورة الدخان): {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}⁣[الدخان: ٤] فيمكن - والله أعلم - أن أمور السنة المقبلة تقضى فيها وتفصل في كتاب في السماء تقرؤه الملائكة $، وتنزل الأرض تهيئها له