سورة البينة
  
  {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} لا يموتون بعد مصيرهم فيها، بل هم باقون أبداً، قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}[الأنبياء: ٣٤] {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[آل عمران: ١٨٥] وفي (معلقة طرفة):
  ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى ... وإن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
  فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي ... فدعني أبادرها بما ملكت يدي
  وقوله تعالى: {أَبَدًا} بيان لبقائهم بلا نهاية لبقائهم فيها، فلا يموتون ولا يخرجون {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} فهم سعداء في ظل رضوان ملك الملوك، ينعمون بما يصل إليهم من الكرامة والتقريب {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: ١٧] والمراد بإثبات الرضوان إثبات غاياته كالرحمة لأن السياق لبيان جزائهم.
  {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} قال الإمام القاسم #: «يعني من خافه واتقاه» انتهى، وهذا يوضح ما قلناه في تفسير الإيمان والعمل الصالح.