سورة الزلزلة
سورة الزلزلة
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢ وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ٣ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} زَلزَلة الأرض: أن تجعل مضطربة متزعزعة وذلك عند دكها، قال تعالى: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}[الفجر: ٢١] وزلزالها المضاف إليها لتعظيمه، هو الزلزال الذي من شأنها أن يقع بها إما لضخامتها، وعموم الزلزال لها كلها وشدته.
  فمعناه: الزلزال الذي يعظم هوله لما يكون من قوة الاضطراب وسرعة الحركة وارتفاع صوتها كما جرب عند الرجفات الحادثة لبعض أجزائها، وإما لذِلَّتها لربها، وخضوعها لأمره، واستسلامها لقضائه.
  (٢) {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} أخرجت إلى المحشر من كان فيها من أهلها.
  (٣) {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} اختلف شأنها وصارت تخرج أهلها الذين كانت مستقراً لهم ومتاعاً، فأنكر شأنها وقال: {مَا لَهَا}
  (٤ - ٥) {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} تحدث الأرض أحاديثها وتخبر أخبارها فينكشف للإنسان مالها، فقوله تعالى: {أَخْبَارَهَا} قائم مقام (المفعول المطلق).
  وأخبارها: جمع خبر، والذي يفهم من (أخبارها) بواسطة السياق: أنها تحدث بأن قد آن حشر الناس منها وتخليها عنهم.
  وفي (تفسير الإمام القاسم #): «تحدث بأن اللّه أوحى لها بفنائها وانقطاع مدتها وأجلها» انتهى بالمعنى، وهو يؤخذ من قول اللّه تعالى: