التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزلزلة

صفحة 549 - الجزء 7

سورة الزلزلة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢ وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ٣ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} زَلزَلة الأرض: أن تجعل مضطربة متزعزعة وذلك عند دكها، قال تعالى: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}⁣[الفجر: ٢١] وزلزالها المضاف إليها لتعظيمه، هو الزلزال الذي من شأنها أن يقع بها إما لضخامتها، وعموم الزلزال لها كلها وشدته.

  فمعناه: الزلزال الذي يعظم هوله لما يكون من قوة الاضطراب وسرعة الحركة وارتفاع صوتها كما جرب عند الرجفات الحادثة لبعض أجزائها، وإما لذِلَّتها لربها، وخضوعها لأمره، واستسلامها لقضائه.

  (٢) {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} أخرجت إلى المحشر من كان فيها من أهلها.

  (٣) {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} اختلف شأنها وصارت تخرج أهلها الذين كانت مستقراً لهم ومتاعاً، فأنكر شأنها وقال: {مَا لَهَا}

  (٤ - ٥) {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ۝ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} تحدث الأرض أحاديثها وتخبر أخبارها فينكشف للإنسان مالها، فقوله تعالى: {أَخْبَارَهَا} قائم مقام (المفعول المطلق).

  وأخبارها: جمع خبر، والذي يفهم من (أخبارها) بواسطة السياق: أنها تحدث بأن قد آن حشر الناس منها وتخليها عنهم.

  وفي (تفسير الإمام القاسم #): «تحدث بأن اللّه أوحى لها بفنائها وانقطاع مدتها وأجلها» انتهى بالمعنى، وهو يؤخذ من قول اللّه تعالى: