سورة العاديات
  عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ٧ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ٨ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ٩ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ١٠ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١
  وفي ذلك آية عظمى ونعمة كبرى، حيث جعل اللّه الخيل قوية لهذا الشأن مطاوعة لاقتحام المعارك ومطارح المهالك، سريعة للكر والإقدام، بإعداد اللّه لها لهذا الشأن، وذلك من دلائل قدرته على كل شيء، وإنه قادر على بعث الإنسان بعد الموت.
  (٦) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} لكفور لربه، أي كافر بنعمة ربه، وفي (تفسير الإمام القاسم #): «الكنود: فهو الكافر لنعم اللّه بكبائر عصيانه الفاجر العنود».
  (٧) {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} إما شهيد، بمعنى: دليل واضح لما فيه من النعم العظمى وما في سلوكه من إيثاره لهواه على طاعة ربه، وإما شهيد مقر على نفسه بذلك في نفسه شاهد على ذلك بعقله، وإما شهيد يوم تشهد عليه جوارحه فكل ذلك واقع، أو يشهد على نفسه يوم القيامة إذا سئل عن شكر النعمة.
  (٨) {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} شديد قوي، لا يضعف فيه كما يضعف عن شكر النعمة.
  (٩ - ١٠) {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} {أَفَلَا يَعْلَمُ} في حال كنوده لربه البعث والجزاء فيحذر ويبدل الكنود بالشكر، وبعثرة ما في القبور: إخراجه منها منثوراً مبدداً؛ نتيجة الزلزلة وإلقاء الأرض له من بطنها.