التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة العاديات

صفحة 557 - الجزء 7

  


  {وَحُصِّلَ} إما وجده صاحبه باقياً ثابتاً لم يضع ولم يهمل، مع أنه كان كاتماً له في صدره من خيره أو شره، وإما ميز خيره من شره وذاقه صاحبه وعرف خُبْره، كقوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}⁣[الطارق: ٩] وهذا أقوى، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي #): «مُيّز» انتهى.

  (١١) {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} عليم بخبرهم، لا يخفى عليه سرهم ولا تخفى عليه خافية، وهذا تعبير عن عاقبتهم وما يصيرون إليه إذا رجعوا إلى ربهم، وهو عليم بما قدموا سواء ما أسروا وما أعلنوا، وهو الذي أرجعهم {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}⁣[النجم: ٣١] فعلمه بخبرهم كاف لجزائهم؛ لأن الأمر يومئذ لله وحده، وهو الذي يجزي كل نفس ما كسبت.