سورة القارعة
سورة القارعة
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ٣ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ٤ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ٥ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٧ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ٨ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ٩ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ ١١
  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} في (تفسير الإمام زيد بن علي #): «فالقارعة: هي الداهية» انتهى، يعني: المصيبة، وفي (تفسير الإمام القاسم #): «فالقارعة: ما هال من الأمور وقرع وهجم على أهله بغتة بأهواله فأفزع» انتهى، ويشهد لهذين التفسيرين قوله تعالى: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ ..} الآية [الرعد: ٣١]، والمراد هنا: الداهية الدهياء والمصيبة العظمى وهي القيامة، وقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} تعظيم لها وإنذار لخطرها.
  (٤) {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} (الفراش) هذا الذي يطير في الليل إلى الضوء فيجتمع منه إلى ضوء الكهرباء ونحوه كثير، و {الْمَبْثُوثِ} المنتشر، وهو تشبيه للناس حين يسرعون إلى موقف الحساب في ضعفهم وكثرتهم، وعدم التفات بعضهم إلى بعض، وذلك لإجابتهم {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي}[القمر: ٦] إلى موقف الحساب إلى الأمر الرهيب.
  (٥) {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} لشدة تحطم الجبال تصير متخلخلة {كَالْعِهْنِ} وهو الصوف الناعم الذي يسهل نفشه وتفريق اتصاله، وذلك لدكها.
  (٦ - ٧) {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} {ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} بأعماله الصالحة {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} في حياة يرضاها؛ لأنه في سعادة دائمة في جنات النعيم.