سورة التكاثر
سورة التكاثر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ٢ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٤ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٥ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ٦ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ٧ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ٨
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} {أَلْهَاكُمُ} أغفلكم أي سبب لغفلتكم عن المهم الذي تحتاجونه وهو تقوى الله {التَّكَاثُرُ} المغالبة في الكثرة إما بالعمل بأن يعمل الإنسان ليكون أكثر مالاً من غيره أو نحو هذا، وإما بالدعوى بأن يدعي كل فريق أنهم أكثر من الآخرين {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فيه وجهان:
  الأول {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} أداكم الإفراط فيه إلى زيارة المقابر لتعدوا الموتى وتكاثروا بهم، الثاني: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} طول أعماركم حتَّى متم وفي هذا إشكالان: الأول: أن الخطاب للأحياء لتوبيخهم وزجرهم وردعهم عن الالتهاء بالمكاثرة، فكيف يصح أن يقول: حتَّى متم ولما يموتوا، الثاني: أن الْتهاءهم بالتكاثر حتَّى ماتوا وينقطع التكاثر بالموت قبل زيارة المقابر، وأجيب عن هذا: بأن زيارة المقابر عبارة عن الموت نفسه لا نزول القبور، ويمكن الجواب عن الأول: بأن الخطاب عام للأحياء والأموات لزجر الأحياء.
  وقوله: {حَتَّى زُرْتُمُ} أي زار بعضكم {الْمَقَابِرَ} وفيهما: أنهما من المجاز الأول والثاني، فالراجح: أنَّها الزيارة للتكاثر، قال في (الكشاف): «روي أن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا أيهم أكثر عدداً فكثرهم بنو عبد مناف، فقالت بنو سهم: إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعادّونا بالأحياء والأموات فكثرهم بنو سهم» انتهى.