سورة الكافرون

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ٤ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ٦

  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ۝ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ۝ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} {قُلْ} يا محمد للمشركين {يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} بالله وآياته ورسوله {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} لا أساعدكم ولا أوافقكم على عبادة ما تعبدون {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ولا أنتم متبعون لي في عبادة ما أعبد؛ لأنكم مصرون على الكفر، فديني خلاف دينكم، ودينكم خلاف ديني، فأنا بريء من دينكم ولا أصير إليه أبداً، وأنتم مصرون فلا تتبعوني أبداً قد برئتم من ديني، فقد افترقنا وتباينا وتقاطعنا واختلفت ملتنا.

  (٤ - ٥) {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ۝ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} عبادتكم عملكم وحدكم، وقد برئت منها فلا ينجر علي حكمها حتَّى تكون عبادتكم مشتركة بيني وبينكم، وحتى أكون قد عبدت ما عبدتم كما ينجر حكم العمل على الآمر به أو الراضي به، وعبادتي عملي وحدي قد برئتم منه، فلا يعمكم حكمها كما يعم العمل الراضي به ويكون مشاركاً فيه، فلا تسألون عن ديني ولا أسأل عن دينكم.

  (٦) {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} فجزاء عملكم خاص بكم وجزاء عملي خاص بي، كقوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}⁣[يونس: ٤١].