التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الكافرون

صفحة 598 - الجزء 7

  


  فقدم في الآيتين الأولتين: {لاَأَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ۝ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} نفي الموافقة، ونفي المساعدة على عبادة ما يعبده المشركون، ونفي الموافقة من المشركين على عبادة ما يعبده رسول الله ÷، وتحقق فيهما التباين والتقاطع الدائم، بتعليق النفي في الأولى على معبودهم من حيث هو معبودهم، والنفي في الثانية على معبوده ÷ من حيث هو معبوده، فقيد الحيثية فيهما ظاهر من التعليق، ففيه معنى براءته من معبودهم وبراءتهم من معبوده.

  وعلى هذا: لا نحتاج إلى جعل {مَا} مصدرية في قوله: {وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} لأنَّه واقع على طريقة الإبهام ليس على تعيين المعبود كما مر في تفسير (والليل) وكذلك ظهر في الأخيرتين نفي المشاركة في العبادة من التعليق على ما عبدتم وما تعبدون، ومِنْ عَطْفِ {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} وهذا الفرق رجحته؛ لأجل العطف بـ (الواو) بين الأولتين والآخرتين، الذي ظاهره التغاير بين الأولتين والأخيرتين - والله أعلم.