سورة النصر
سورة النصر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} لدينه ولرسوله ÷ نصر الله الذي وعدك به يا محمد النصر العظيم من الله القدير بإظهار دينه وإعلاء كلمته، وجعل رسوله هو المنصور وجنده هو الغالب {وَ} جاء {الْفَتْحُ} من الله بينه وبين أعدائه من المشركين وأهل الكتاب وهو حكمه بنصر أهل الحق وتمكينهم في الأرض، وإخزاء أعدائه الذين حاربوه وعاندوه.
  (٢) {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} وهو الإسلام {أَفْوَاجًا} جماعات كباراً، وقد كان ذلك في السنة التاسعة من الهجرة.
  قال الإمام القاسم بن إبراهيم #: «وهو المراد في كل هذا التفسير لجزء عم والأفواج: من الناس فهو ما يرى من الجماعات الَّتِي تأتي من القبائل والنواحي المختلفات، شبيه بما كان يفد على رسول الله ÷ من وفود القبائل والبلدان من عقيل، وتميم، وأهل البحرين، وعمان ومن كل الأمم».
  (٣) {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} سبح حامداً لربك، أي اجمع بين التسبيح لربك والحمد لربك، فالتسبيح لوقوع ما وعد به وظهور قدرته، وأما الحمد فشكراً له على نعمته {وَاسْتَغْفِرْهُ} تذللاً وإفصاحاً بعدم العجب، كقول نوح #: {ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[هود: ٤١].