التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النصر

صفحة 602 - الجزء 7

  


  قال الإمام القاسم #: «وتأويل التواب: فهو العواد بالرحمة وبالنعمة منه يعد النعمة، وقد ذكر أن رسول الله ÷ لما أنزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إليه وأُمر فيها بالاستغفار، ورأى ما رأى من الإظهار قال #: «نُعِيَت إليّ نفسي وأخبرت بعلامات موتي» فصدق في ذلك كله» انتهى المراد.

  ولعله ÷ فهم ذلك من جملة الكلام في هذه السورة الكريمة، حيث رتب تعالى على النصر والتمكين وإذلال المناوين أمره بخاصة نفسه بدلاً من سعيه لإظهار الدين في بلاد الروم والفرس وغيرها مما هو واثق بأن دينه سيظهر فيها، وكان المتوقع الترتيب به على النصر والتمكين فلما لم يذكر وذكر بدله الأمر بما يخصه فهم اقتراب أجله، وأن افتتاح تلك البلدان سيكون بعده - والله أعلم.