سورة الإخلاص
سورة الإخلاص
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} الأحد: هو الواحد ليس بمتعدد ولا مؤلف من آحاد {اللَّهُ الصَّمَدُ} {اللَّهُ} وحده هو {الصَّمَدُ} الذي يلجأ إليه ويصمد أي يقصد عند المهمات، قال الإمام القاسم: «{الصَّمَدُ} هو النهاية والمعتمد، الذي ليس وراءه مصمود، ولا سواه إله معبود» انتهى.
  فالله الصمد يفيد توحيد الإلهية، ويناسب هذا ما رواه ابن جرير في (تفسيره): بسنده عن ابن عباس في قوله: {الصَّمَدُ} يقول: «السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي قد كمل في غناه، والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلاَّ له» انتهى.
  (٣ - ٤) {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} {لَمْ يَلِدْ} فليس له ابن ولا بنت {وَلَمْ يُولَدْ} ما ولده أحد، فقد أبطل من قال: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة: ١٧] فأقروا أن المسيح مولود لمريم، وادعو أن الله هو، فلزمهم أن قد جعلوا الله مولوداً.
  {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} لم يكن له مماثل في العظمة والجلال، ولا في القدرة والعزة، ولا في العلو والغلبة، ولا في شيء من الكمال، وفي (تفسير الإمام القاسم #): «الكفؤ: فهو المثل والنظير» انتهى.