سورة البقرة
سورة البقرة
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم} هذه الأحرف من حروف المعجم، هي أسماء للحروف التي ينظم منها الكلام، فـ (ألف) اسم للألف في (قال) و (دعا) ونحو ذلك، و (لام) اسم للام في (قال) ونحوها، و (ميم) اسم للميم في (محمد) ونحو ذلك.
  وقد جاء في القرآن الكريم ذكر هذه الثلاثة الأحرف كثيراً، فقد ذكر ألف لام أربع عشرة مرة؛ ست مرات مع الميم، والسابعة مع الميم والصاد، وست مرات مع الراء، والسابعة مع الميم والراء، وذلك في {الم} {المص} {الر} {المر} وذكرت الميم سبع مرات في {الم} و {المص} ومرة في {المر} وسبعاً في الحواميم، ولعل سبب ذلك - والله أعلم - كثرة هذه الأحرف في الكلام، فجاءت كافية عن ذكر الأحرف كلها، وهذا حيث جاءت لقصد التعجيز بآيات الكتاب المركبة من حروف المعجم التي ينطق بها العرب، فكأنه يقول: هذا القرآن هو أحرف من الأحرف التي تتكلمون بها في كلامكم، فما لكم لا تأتون بسورة من مثله إن كنتم في ريب منه؟!
  فسرد بعض الأحرف إشارة إلى كلها وأكثر منها لهذا الغرض ما هو أكثر وروداً في الكلام، لكونه أوضح وأقرب لفهم الأميين، وكذا حيث جاءت هذه الأحرف في أول بعض السور للدلالة على أن الله تعالى أوحى هذا القرآن كلاماً حقيقياً مؤلّفاً من الأحرف من شأنه أن يسمع ويكتب، تحقيقاً لكونه من الله أنزله على عبده ورسوله أوحاه كلاماً كما نسمع ونرى.