التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النساء

صفحة 5 - الجزء 2

سورة النساء

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ١ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا


  تفسير (سورة النساء) وهي (مدنية)

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} هذا خطاب عام للناس أمرهم الله بتقواه، فقال: {اتَّقُوا رَبَّكُمُ} ليذكروا أنه مالكهم الذي تجب عليهم طاعته.

  وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} فأصلكم واحد فلا تتظالموا، فمن التقوى تقوى الله من بعضكم في بعض {وَ} خَلَق من النفس الواحدة التي هي آدم # {خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} وهي أم بني آدم {وَبَثَّ مِنْهُمَا} من آدم وزوجه في أقطار الأرض {رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً} وذلك دليل على قدرته ورعايته لخلقه ورزقه لهم حتى كثروا، وفي ذلك إشارة إلى أنه لا يهملهم فهو إعداد لما يأتي في السورة من التكاليف على بعضهم لبعض.

  {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} لعلمكم أنه رقيب عليكم، ومعنى {تَسَاءَلُونَ بِهِ} يقول بعضكم لبعض: «أسألك بالله» {وَ} اتقوا {الْأَرْحَامَ} أن تقطعوها في المواريث أو غيرها.

  {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} في الحال والماضي فيما قد ظلمتم فيه النساء واليتامى وقطعتم فيه الأرحام وغير ذلك.