التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النساء

صفحة 6 - الجزء 2

  الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ٢ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ٣ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ


  (٢) {وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} {وَآَتُوا الْيَتَامَى} أموالهم في حال إنفاقها عليهم، وعند إيناس رشدهم إذا بلغوا النكاح، والخبيثُ: الحرام، والطيبُ: الحلال، فقد يرى الرجل شيئاً من مال اليتيم يستحسنه ويرغب فيه، فيأخذه لنفسه ويجعل لليتيم بدله ليزعم أنه هو نصيب اليتيم وقد غش نفسه؛ لأنه تبدّل الخبيث بالطيب.

  {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} بضم مال اليتيم إلى مال الرجل ودعوى أن الكل للرجل ليس لليتيم منه شيء، وأكثر ما يقع هذا من الذي يتلف ماله فيحتاج إلى مال اليتيم فيتلفه كما أتلف مال نفسه فعبر عنه بالأكل لأن أكثر الإتلاف يكون في الأكل للحاجة إلى الأكل كل يوم وعموم الحاجة للكبير والصغير {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} في (مفردات الراغب): «الحوب: الذنب» ومثله في (الصحاح) وفي (الكشاف): «الحوب: الذنبُ العظيم» وكذا في (المصابيح)، وهو في (لسان العرب) عن الفراء، والأول في (لسان العرب) أيضاً عن أبي عبيد والزجاج، وقد وصفه الله بالكبر، فإذا كان معناه: الإثم العظيم، فهو مثل العذاب الأليم فهو عظيم جداً.

  (٣) {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ