التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المائدة

صفحة 377 - الجزء 2

  أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٩٤ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ


  وقد روى الإمام الهادي # في (الأحكام) في (باب القول في حد الخمر): عن علي # في قصة أنه قال # في تفسير هذه الآية: إن الله لما حرم الخمر شكا المؤمنون إلى النبي ÷ فقالوا: كيف بآبائنا وإخواننا الذين ما توا وقتلوا وهم يشربون الخمر؟! أي قبل تحريمها - وكيف بصلاتنا التي صلينا ونحن نشربها؟! أي قبل تحريمها - هل قَبِل الله منا ومنهم أم لا؟

  فأنزل الله فيهم: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فكان ذلك معذرة للماضين، وحجة على الباقين» انتهى.

  وفي قوله: أم لا، فائدة نحوية وهي جواز استعمال (أم) بعد (هل) وقد منع ذلك صاحب (المغني) وفي (حاشية) عن ابن مالك: أن (هل) تأتي بمعنى (الهمزة) قال الدسوقي: وحينئذ فتعادلها (أم) المتصلة كحديث: «هل تزوجت بكراً أم ثيباً» انتهى دماميني اهـ.

  وفي كلام أمير المؤمنين علي # في (الخطبة الغراء): «هل من مناص أو خلاص أو معاذ أو ملاذ أو فرار أو محار أم لا»؟ انتهى.

  وعندي أن المعادِلة بلفظ (أم لا) لم تخرج (هل) عن أصلها.

  (٩٤) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} هذه الآية تخبر بأن الله تعالى سيبلوا الذين آمنوا، أي يختبرهم