إعلام الأعلام بأدلة الأحكام،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب حد السرقة

صفحة 423 - الجزء 1

باب حد السرقة

  ١٠٥٩ - قال أبو الحسن علي بن بلال |:

  قال - أي يحيى # -، وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ¥: أن هذه الآية أي قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ...}⁣[المائدة: ٣٨] الآية نزلت في رجل من الأنصار، يقال له: طعمة بن أبيرق، وكان سرق درعاً من جار يقال له قتادة بن النعمان، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق، ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له: زيد بن السمين، فالتمست الدرع عند طعمة فلم يوجد عنده، فحلف لهم ما أخذها، فقال صاحب الدرع: بلى والله قد أدلج علينا، فأخذها، وطلبنا أثره حتى دخل دار منزل اليهودي، فقال اليهودي: دفعها إلي طعمة بن أبيرق، وشهد له أناس من اليهود على ذلك، فقالت بنو ظفر - وهم قوم طعمة -: انطلقوا بنا إلى رسول الله ÷ فنكلمه في صاحبنا فيعذره ويجادل عنه فإن صاحبنا برئ وإلا هلك، فأتوا رسول الله ÷، فكلموه في ذلك وسألوه أن يجادل عن صاحبهم، قالوا: إن لم تفعل يهلك صاحبنا ويبرأ اليهودي، فهمّ رسول الله ÷ أن يفعل وأن يعاقب اليهودي، فأنزل الله آيات من سورة النساء من قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ١٠٥}⁣[النساء: ١٠٥]، وقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}⁣[النساء: ١١٣]، وقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}⁣[المائدة: ٣٨] نزلت في طعمة هذا حين سُرقت الدرع.