إعلام الأعلام بأدلة الأحكام،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

تفسير الإمام جعفر الصادق # لقوله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}

صفحة 33 - الجزء 1

  فقال: لا بد، فصارا إلى الباب، فجلسا مع جماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، إذ خرج غلام له ذؤابة، فقام الناس هيبة له، فقال أبو حنيفة: من هذا؟ فقالوا: موسى ابنه، قال: لا بد لي أن أهجنه بين شيعته، فقلت: أخاف أن يُهجن بك، فقال أبو حنيفة: يا غلام أين يضع الغريب خلاه في بلدكم هذا؟ فقال: يا شيخ يتوارى خلف الجدار، ويتوقا أعين الجار، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ويضعه حيث شاء، ثم قال: يا غلام ممن المعصية؟ قال: لا تخلو من ثلاث. إما من الله وليس من العبد شيء، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بذنبه، وإما أن تكون من العبد فهما شريكان، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الأصغر بذنبه، وإما أن تكون من العبد والله منه بريء، إن شاء عفا وإن شاء أخذه وعاقبه، فسكت أبو حنيفة كأنه القم حجراً.

  تفسير الإمام جعفر الصادق # لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}⁣[النحل: ٩٠]

  قال أبو الحسن علي بن بلال |:

  ١١ - وحدثنا السيد أبو العباس الحسني | قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم أبو سمينة الكوفي قال: حدثني: محمد بن سنان عن المفضل بن عمر الجعفي قال:

  قال أبو عبد الله يعني جعفر بن محمد #: (إن الله عدل يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه)، فكل ما كان من رأفة أو رحمة أو رضوان، فهو من الله وإلى الله، وكلما كان من الفحشاء والمنكر فإنما هو من إبليس.