خطبة أخرى لأمير المؤمنين # في التوحيد
  عيوناً، وجعل الشمس سراجاً، والقمر نوراً، العدل في قضائه، الجواد في عطائه، الذي امتن على العباد بما أوسعهم من عدله، وجاد عليهم من بذله، واستظهر لهم من فضله، المرغب لهم في طاعته لوعده، والمرهب لهم من معصيته لوعيده، ثم أجزل لهم المثوبة على ذلك بإنقاذه إياهم من المهالك، تطولاً منه وامتناناً، وتفضلاً منه وإحساناً، ذاك الله الذي لا تحيط به الظنون، ولا تحجبه الحجب، ولا يجري عليه الزوال، ولا إله إلا هو المنعم المفضال، وصلى الله على محمد عبده ورسوله الذي اختصه لنفسه، وارتضاه لدينه، فبعثه بنور ساطع، وكتاب جامع، فقام بتوحيده، وأمن الخلق من ظلمه، فلم يزل ÷ بذلك قائماً، وبه دائماً، حتى توفاه الله إليه، وقد ختم به النبيئين، وأتم به عدة المرسلين).
خطبة أخرى لأمير المؤمنين # في التوحيد
  قال أبو الحسن علي بن بلال |:
  ٨ - وحدثنا السيد أبو العباس | قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق الفامي قال: حدثنا منصور بن نصر بن الفتح قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن علي العلوي قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي عن أبيه عن جده
  عن أمير المؤمنين ~ أنه خطب خطبة التوحيد فقال: (الحمدلله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء كون ما كان، يستشهد بحدوث الأشياء على قدمه، وبما وسمها من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية، ولم يغب عن