الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

باب في الإمامة

صفحة 186 - الجزء 1

  قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من ولاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصر، واخذل من خذله»⁣(⁣١)، وسمع الناس بأجمعهم حتى قال عمر: «بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي، ومولى كل مؤمن ومؤمنة»⁣(⁣٢)، وقال في غزوة تبوك: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»⁣(⁣٣).

  - ولأنه # أفضل الصحابة، والإمام يجب أن يكون هو الأفضل، ولأنا أبطلنا الاختيار وتعيين الإمام، فلم يبق إلا قول الزيدية.

فصل: والإمام بعد أمير المؤمنين #:

  الحسن، ثم الحسين @:

  - لنص النبي ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما، أو قعدا»⁣(⁣٤).

  - ولأنه من قال بإمامة أمير المؤمنين # بالنص، قال بعده بإمامتهما.

  - ولأن فرق الأمة أجمعت على إمامة الحسن، وبعده على إمامة الحسين @.

  فأما بعد الحسين #: فلم يكن نصٌ على إمام بعينه واسمه، وإنما كان النص على الصفة كما ذكرناه.

  وكان زيد بن علي @ على تلك الصفة، ثم ابنه يحيى بن زيد @، ثم النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، ثم


(١) المستدرك على الصحيحين ٣ ص ٦١٣.

(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٤٢ ص ٢٣٣.

(٣) سبق تخريجه.

(٤) مجموع الإمام الهادي ص ١٩٥.