الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

باب في الإمامة

صفحة 185 - الجزء 1

  بإجماع الصحابة، ولا يدّعي أحد منهم المعجز، ولا يجب أن يكون أعلم الناس، ولكن يجب أن يكون عالماً بما تحتاج إليه الرعية، ويكون مجتهداً في العلم؛ حتى يمكنه القيام بأمر الأمة وما يختص به من الأمور.

[أفضل الأئمة]:

  فأما أفضل الأئمة في خصال الفضل فليس لنا طريق إلى معرفته، وإنما يعرف ذلك بالنص ولذلك قلنا: إن أمير المؤمنين أفضل الأئمة، ثم الحسن، ثم الحسين $ للنص الوارد فيهم.

فصل: في أن الإمام بعد رسول الله ÷ من هو وعلى أي وجه كان إماماً:

  الإمام بعد رسول الله ÷ إنما هو أمير المؤمنين #: بالنص عليه من جهة الله - تعالى -، ومن جهة رسوله ÷:

  - أما من جهة الله - تعالى - فقوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣(⁣١)، والولي وإن كان يحتمل معاني يثبت فيه أيضاً معنى الإمامة، فيحمل على جميع المعاني إلا ما دل عليه الدليل أنه ليس بمراد من الآية، ثم إن الله ذكر هذه الولاية لموصوف بصفة وهي إيتاء الزكاة في حال الركوع، ولم يكن لأحد هذه الصفة إلا لأمير المؤمنين #.

  - و [أما من جهة رسوله ÷]: قال النبي ÷ لما رجع من حجة الوداع يوم غدير خم وأمر بأن ينصب له منبرٌ من رحال الجمال وكان يوم قيظ⁣(⁣٢) فجمع الناس وصعد المنبر وأصعد علياً وخطب، ثم أخذ بيده وقال: «أيها الناس: ألست أولى بكم من أنفسكم؟


(١) سورة المائدة: ٥٥.

(٢) شديد الحرارة.