فصل: [في سبب تأليف هذا الكتاب]:
  - ومنها الخوف من جهتهم {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}(١).
  - ومنها الولادة على الباطل والنشوء عليه، والعادة.
  - وغير ذلك من الدعاة إلى الضلال، وهوى النفس مائل لهذه الأشياء كلها، حتى هلك الداعي إلى الضلال والمدعو إليه كما قال الله - تعالى -: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ١٦٦} الآية(٢).
فصل: [في سبب تأليف هذا الكتاب]:
  فلما رأيت غلبة الناس انشغلوا بالدنيا، وتركوا الحق واتبعوا الباطل، رأيت النصيحة واجبة في الدين؛ والدعاء إلى الدين من أهم الفرائض، قال الله - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}(٣)، وقال الله - تعالى -: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الآية(٤)، فجمعت هذا الكتاب نصيحة لعوام الناس وخاصة الإخوة في الدين؛ لأن مراعاة الأخوة في الدين أولى من مراعة الإخوان في النسب قال الله - تعالى -: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}(٥)، والنصيحة في الدين والدعاء إلى الحق من سنن المرسلين À.
(١) سورة النور: ٣٩.
(٢) سورة البقرة: ١١٦.
(٣) سورة النحل: ١٢٥.
(٤) سورة آل عمران: ١٠٤.
(٥) سورة المؤمنون: ١٠١.