الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

فصل: [في سبب تأليف هذا الكتاب]:

صفحة 38 - الجزء 1

  - ومنها الخوف من جهتهم {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}⁣(⁣١).

  - ومنها الولادة على الباطل والنشوء عليه، والعادة.

  - وغير ذلك من الدعاة إلى الضلال، وهوى النفس مائل لهذه الأشياء كلها، حتى هلك الداعي إلى الضلال والمدعو إليه كما قال الله - تعالى -: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ١٦٦} الآية⁣(⁣٢).

فصل: [في سبب تأليف هذا الكتاب]:

  فلما رأيت غلبة الناس انشغلوا بالدنيا، وتركوا الحق واتبعوا الباطل، رأيت النصيحة واجبة في الدين؛ والدعاء إلى الدين من أهم الفرائض، قال الله - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}⁣(⁣٣)، وقال الله - تعالى -: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الآية⁣(⁣٤)، فجمعت هذا الكتاب نصيحة لعوام الناس وخاصة الإخوة في الدين؛ لأن مراعاة الأخوة في الدين أولى من مراعة الإخوان في النسب قال الله - تعالى -: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}⁣(⁣٥)، والنصيحة في الدين والدعاء إلى الحق من سنن المرسلين À.


(١) سورة النور: ٣٩.

(٢) سورة البقرة: ١١٦.

(٣) سورة النحل: ١٢٥.

(٤) سورة آل عمران: ١٠٤.

(٥) سورة المؤمنون: ١٠١.