الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب العاشر: بيان مذهب الإمامية

صفحة 86 - الجزء 1

الباب العاشر: بيان مذهب الإمامية⁣(⁣١)

  سموا إمامية؛ لقولهم إن الأمور الدينية كلها إلى الإمام، والإمام بمنزلة النبي، ولا بد في كل وقت من إمام، وإنه يحتاج إليه في كل أمور الدين والدنيا عند أكثرهم.

  وسموا رافضة؛ لتركهم زيد بن علي، وقيل لتركهم نصرة النفس الزكية.

  وهم فرق كثيرة، ويقولون بالنص الجلي على أمير المؤمنين والحسن والحسين $ وسائر الأئمة $، وانقرض أكثرهم، وليس لهم كتاب ولا علم مثل: «الكيسانية»، و «الكاملية»، و «الكريفية»، و «المغيرية»، و «الجعفرية»، و «المنصورية»، و «الشمطية»، و «الواقفية»، و «العمارية»، و «الميمونية»، و «المفضلية»، و «الناووسية»، وهذه الفرق قد انقرضوا ولم يبقى قائل منهم، وباقي الإمامية ووجوههم هم «القطعية»⁣(⁣٢) قطعوا على موت موسى بن جعفر @.

  وكل فرقة ممن سميناهم أثبتوا غائباً وقالوا هو المنتظر:

  فقالت الكيسانية: إن محمد بن الحنفية⁣(⁣٣) هو المنتظر.

  والجعفرية قالوا: جعفر⁣(⁣٤).


(١) ذكر هذا الباب بنصه الفقيه العلامة محمد بن الحسن الديلمي | في كتابه (قواعد عقائد آل محمد).

(٢) قال القاضي نشوان الحميري: «يسمون: القطعية والإثني عشرية، وهم أكثر الشيعة عدداً على وجه الأرض» الحور العين ص ١٦٦.

(٣) أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب، لقب بالحنفية نسبة إلى أمه خولة بنت جعفر الحنفية، من أعلام أهل البيت، كان كثير العلم شديد الورع والقوة حضر وقعت الجمل وصفين وله أخبار عجيبة، توفي سنة ٧٣ هـ. مشاهير علماء الأمصار ص ١٠٣.

(٤) أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، من أعلام أهل البيت، ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضلُه أشهر من أن يذكر، توفي سنة ١٤٨ هـ. وفيات الأعيان ج ١ ص ٣٢٧.